الولايات المتحدة تشن ضربات جوية في هذه الدولة

أعلنت الولايات المتحدة، صباح اليوم الجمعة، تنفيذ ضربات جوية استهدفت مواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في شمال غرب نيجيريا، في عملية قالت واشنطن إنها جاءت ردًا على تصاعد هجمات التنظيم ضد المدنيين، وخاصة ضد أفراد من الطائفة المسيحية في بعض المناطق المضطربة من البلاد. ووصفت الإدارة الأمريكية العملية بأنها “دفاعية ومحدودة”، وتهدف إلى تقويض قدرات التنظيم ومنع تكرار الهجمات الدموية.

وأكدت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم” أن الضربات نُفذت بالتنسيق مع السلطات النيجيرية، واستهدفت عناصر مسلحة يُشتبه في تورطها في عمليات قتل وخطف واعتداءات على قرى معزولة، مشيرة إلى أن العملية أسفرت عن مقتل عدد من المسلحين وتدمير تجهيزات لوجستية للتنظيم، دون تقديم حصيلة دقيقة للضحايا.

من جهتها، رحبت بعض الأوساط الرسمية في نيجيريا بالتعاون الأمني مع الولايات المتحدة في إطار محاربة الإرهاب، لكنها شددت في الوقت نفسه على أن الوضع الأمني في البلاد معقد، وأن العنف لا يستهدف فئة دينية بعينها فقط، بل يطال مسلمين ومسيحيين على حد سواء، في سياق صراعات مسلحة تتداخل فيها عوامل اجتماعية واقتصادية وإجرامية.

وأثار الإعلان الأمريكي جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، خاصة بعد تبرير العملية بالدفاع عن المسيحيين، وهو ما اعتبره مراقبون تبسيطًا مفرطًا لطبيعة النزاع في نيجيريا، التي تعاني منذ سنوات من نشاط جماعات متطرفة مثل “بوكو حرام” وفصائل مرتبطة بداعش، إضافة إلى عصابات مسلحة تنشط في الخطف والتهريب.

وتأتي هذه الضربات في وقت تتزايد فيه المخاوف من تمدد الجماعات المتطرفة في منطقة غرب إفريقيا، وسط ضعف القدرات الأمنية لبعض الدول وتفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ما يجعل المنطقة عرضة لمزيد من عدم الاستقرار، ويطرح تساؤلات حول مدى فعالية الحلول العسكرية وحدها في معالجة جذور الأزمة على المدى الطويل.