تصرف زوجة ساركوزي المشين أمام الصحافة يثير الجدل

أثار تصرف عارضة الأزياء والمغنية السابقة كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، جدلاً واسعاً أمس في باريس، بعدما أقدمت على تمزيق غطاء ميكروفون خاص بموقع التحقيقات الاستقصائية "ميديابارت" وإلقائه على الأرض، خلال خروجها رفقة زوجها من جلسة المحكمة.

وقد اعتبرت الحادثة سلوكاً غير لائق يتنافى مع قيم الديمقراطية وحرية الصحافة التي طالما تباهت بها فرنسا، خصوصاً أن الأمر جاء في سياق محاكمة تاريخية أدين فيها ساركوزي بالسجن خمس سنوات بتهمة التواطؤ الجنائي وتمويل حملته الانتخابية من النظام الليبي السابق.

كما وصف تصرف بروني، بالمشين والاستفزازي، يعكس محاولة يائسة للتشويش على دور الإعلام في كشف الحقائق ومتابعة القضايا الحساسة، خاصة أن موقع «ميديابارت» كان أول من كشف وثائق حول تمويل القذافي المحتمل لحملة ساركوزي.

ورغم أن بروني حاولت لاحقاً الظهور بمظهر الداعمة لزوجها عبر منشور رومنسي على «إنستغرام» قالت فيه: «الحب هو الحل» مرفقاً بوسم «الكراهية لن تنتصر»، إلا أن الرأي العام الفرنسي رأى في سلوكها محاولة لتقويض مصداقية الصحافة الحرة، التي تعد ركناً أساسياً في أي نظام ديمقراطي.

ويرى مراقبون أن مثل هذه التصرفات غير المسؤولة لن تمحو خطورة الأحكام الصادرة ضد ساركوزي، بل تزيد من تعميق الفجوة بين الرأي العام الفرنسي وعائلة الرئيس الأسبق، التي ما زالت ترفض الاعتراف بحقيقة الاتهامات الثقيلة الموجهة إليه