تسريب مقترح أمريكي جديد لوقف إطلاق النار في غزة بضمانات من ترامب

كشفت مصادر مطّلعة لموقع « Truth »، عن تفاصيل مقترح أمريكي جديد تم تقديمه إلى حركة حماس، يهدف إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يومًا، مع ترتيبات إنسانية وأمنية محددة، وضمانات مباشرة من الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب، في حال فوزه بالرئاسة. المبادرة الجديدة تأتي في ظل ضغوط إقليمية ودولية متزايدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من تسعة أشهر، والتي خلفت دمارًا واسعًا ومعاناة إنسانية غير مسبوقة في القطاع.

يتضمن المقترح وقفًا فوريًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، تلتزم به جميع الأطراف، ويبدأ بمجرد الموافقة عليه. وتمنح الولايات المتحدة، عبر ترامب، ضمانات خطية باستمرار التهدئة طيلة هذه المدة، ما يفتح الباب أمام مفاوضات جدية حول وقف دائم للحرب. ومن المقرر أن تنطلق المفاوضات منذ اليوم الأول من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وتتناول أربع نقاط رئيسية: تبادل شامل لما تبقى من الأسرى من الجانبين، الترتيبات الأمنية طويلة الأمد في غزة، ترتيبات “اليوم التالي” لما بعد الحرب، وإعلان وقف دائم وشامل لإطلاق النار.

المقترح حدد جدولاً مفصلاً للإفراج التدريجي عن الأسرى الإسرائيليين والجثامين، مقابل خطوات انسحاب إسرائيلي تدريجي من مناطق في غزة، على النحو التالي: في اليوم الأول يتم الإفراج عن 8 أسرى أحياء، وفي اليوم السابع تسليم 5 جثامين، واليوم الثلاثون تسليم 5 جثامين إضافية، واليوم الخمسون الإفراج عن 2 من الأسرى الأحياء، واليوم الستون تسليم 8 جثامين.

وبحسب نص المبادرة، ستقوم إسرائيل بعمليات انسحاب عسكرية تدريجية متزامنة مع مراحل الإفراج عن الأسرى. في اليوم الأول سيتم انسحاب من مناطق في شمال غزة وفق خرائط يجري التوافق عليها، وفي اليوم السابع يتم انسحاب من مناطق في جنوب غزة حسب خرائط متفق عليها بين الجانبين. وستشارك فرق فنية في رسم حدود الانسحاب خلال مفاوضات سريعة يتم تفعيلها فور التوافق على الإطار العام للمبادرة.

المقترح ينص على دخول المساعدات الإنسانية فورًا بعد الاتفاق، بكميات كافية، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والهلال الأحمر، بناء على تفاهمات سابقة تمت في 19 يناير. كما يشدد على أن عمليات التبادل ستجري بعيدًا عن أي مظاهر احتفالية أو استعراضية، لتهيئة أجواء تفاوضية هادئة. وفي اليوم العاشر، تُلزم حركة حماس بتقديم معلومات دقيقة وأدلة طبية حول مصير الأسرى المتبقين، بينما تقدم إسرائيل معلومات كاملة حول الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلوا منذ 7 أكتوبر 2023.

أحد أبرز بنود المقترح هو أن دونالد ترامب سيُعلن بنفسه عن التوصل إلى الاتفاق، ويتعهد علنًا بالتزام الولايات المتحدة بقيادته باستكمال التفاوض من أجل إنهاء الحرب. كما ستُسند مهمة قيادة المفاوضات إلى المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، الذي سيتولى التنسيق مع الوسطاء (مصر، قطر، الولايات المتحدة). وقد تم التأكيد على أن الوسطاء سيقدمون ضمانات بأن مفاوضات جادة ستُجرى خلال فترة التهدئة، ويمكن تمديدها إذا لزم الأمر، وفي حال التوصل إلى اتفاق شامل، سيتم الإفراج عن جميع الأسرى المتبقين من الجانبين.

ورغم أن المقترح لم يُعلن عنه رسميًا بعد من أي جهة، إلا أن تسريبه يعكس وجود زخم تفاوضي جديد تقوده واشنطن، مدفوعة برغبة ترامب في لعب دور سياسي بارز على الساحة الدولية، خاصة في ظل حملته الانتخابية للعودة إلى البيت الأبيض. ومع ذلك، يبقى السؤال مطروحًا حول مدى قبول الأطراف بهذه المبادرة، وإن كانت تمثل فعليًا بداية النهاية للحرب، أم أنها جولة تفاوضية أخرى قد لا تفضي إلى شيء ملموس.